الصداقة نيوز /تونس/الحبيب بنصالح
مسيرة تالق الفنان التونسي الراقي عدنان الشواشي
من مواليد هذا اليوم 29 ديسمبر سنة : 1951 - عدنان الشواشي، مطرب وملحن تونسي.
- هو عدنان بن عثمان بن عبد الحكيم الشواشي : (73 سنة)، ينتمي إلى عائلة عريقة أصيلة باجة حيث ترعرع وقضى طفولته.
- توفيت أمه وعمره سنة واحدة... كان والده عثمان ينتمي لسلك التعليم، أما جده فقد كان قاضيا وإماما خطيبا، وقد كان له الفضل الكبير في تنشئة وتعليم الفنان عدنان حيث يقول عنه : "بما أني كنت الطفل الوحيد في العائلة، وبما أن أمي توفيت وأنا عمري سنة واحدة، فقد تربيت بين أحضان جدّي إذ كنت أصطحبه للمحكمة وللجامع وكان في المنزل يخاطبني بالعربية الفصحى ليزيد في تكويني اللغوي..."
- يُعتبر المحيط العائلي للفنان عدنان الشواشي من أهم العوامل التي جعلته يغرم بالفن، فقد كان جده يملك جهاز راديو وقارئ اسطوانات "بيضفون"، وكان جده مغرما بسماع الشيخ سلامة حجازي، علي الدرويش، وعبد الحي حلمي... وكثيرا ما كان عدنان الشواشي يستمع إليهم بشغف، فتربت أذنه على سماع هؤلاء المشائخ وهو في سن السابعة وبدأ يحفظ أدوارهم وموشحاتهم.
- قرّر عدنان تعلم العزف على آلة موسيقية، فاشترى آلة عود وشارك في اللجنة الثقافية، وهناك تعرّف على الأستاذ "منوّر زروق" وهو فنان عصامي وعازف عود يحفظ الكثير من الموشحات والمالوف والأدوار والأغاني، وقد كان مسؤولا عن نادي الموسيقى في اللجنة الثقافية.
- لاقى عدنان كل الرعاية من الأستاذ منوّر الذي أعجب بصوته فأطّره وعلّمه العزف على آلة العود.
- وفي سن الثانية عشر تعرّف على الأستاذ الهادي المقراني في المعهد الثانوي بباجة أين بدأ بتعلم النظريات و"الصولفاج"، وواصل دراسته حتى بلوغه الباكالوريا.
- شارك في برنامج كبير آنذاك وهو "نجوم الغد"، رغم معارضة والده... كان البرنامج فرصة للفنان عدنان الشواشي للدخول إلى الإذاعة التونسية وللتعرف على أساتذة وفنانين كبار في الساحة الفنية التونسية أمثال عبد الحميد بن علجية، الهادي الجويني، علي السريتي...
- بدأ مشواره الفني سنة 1975 بأغنية أولى بعنوان "نظرة من عينك تسحرني" من كلمات أحمد خير الدين وألحان صالح المهدي، غنّتها عليّة قبله ولكنها لم تلقَ الحظّ والنجاح الباهر والرّواج إلاّ مع عدنان الشواشي والسبب يكمن في الدور الذي صارت تلعبه التلفزة والمنوّعات في ترويج الأعمال الفنية.
- بعد ذلك لحّن بعض الأغاني التي لاقت استحسان المستمعين مثل "يا ليل جمالك" و"يا زمان"... وفي أواخر السبعينات تعرّف على الشاعر الحبيب محنوش الذي آنذاك في بداياته.
- كوّن عدنان الشواشي والحبيب محنوش ثنائيا متكاملا، فأثمر تعاملهما الأول أغاني قيّمة مثل "عيني على سحر الهوى"، "يا ناس ما أحلى السهر"، "ابكي يا عين" وغيرها من الأعمال الناجحة بكل المقاييس في تلك الفترة.
- بعد ذلك النجاح جاءت الفرصة مناسبة لعدنان الشواشي للصعود على مسرح قرطاج الدولي سنة 1981، وكانت تلك إحدى المحطات المهمة جدا في حياته. وقد شاركه الحفل آنذاك كل من لطفي بوشناق، لطيفة العرفاوي، ومنية البجاوي.
وقد اختار عدنان الشواشي أن يغني من رصيده الفني الخاص على عكس بقية فناني السهرة، وقد كانت هذه السهرة فرصة أخرى لمزيد التعريف بأغانيه لكي تصل أكثر للمستمعين نظرا لما يملكه مسرح قرطاج من صيت وشعبية.
- وفي تلك السهرة وقعت مفارقة طريفة، إذ لمّا كان عدنان يتأهّب للصعود على الركح بدأت الأمطار في الهطول وبدأ الناس في المغادرة، فقرّر عدنان الشواشي البدء بأغنية "يا ناس ما أحلى السهر في الليل تحت القمر" ولكن بتغيير كلمة القمر بالمطر لتصبح الأغنية "يا ناس ما أحلى السهر في الليل تحت المطر"... لقي هذا التغيير الطريف في مطلع الأغنية التجاوب لدى الجمهور وزادت هذه الحادثة في تفاعل الجمهور معه.
- قام بإعداد وتسجيل ألبوم "عيني على سحر الهوى" في شريط كاسات لقي النجاح في تونس وحتى في بعض الدول العربية نظرا لما فيه من سلاسة في تلحين الأغاني التي مست كثيرا المستمعين.
- إثر ذلك قام الفنان عدنان الشواشي بإنجاز ألبوم ثانٍ ضمّنه أغانٍ لم تقل شهرتها عن الأغاني السابقة، ومن بينها "يا منسيتني الحرمان"، وقام هذه المرة بإثراء الساحة الفنية التونسية بتجربة هي الأولى من نوعها وذلك بتلحين أغانٍ موجهة للأطفال، فأدّى أغنية "احكيلي عليها يا بابا" مع سنية مبارك، وأغنية "يا بابا الله يخليك" مع أنيس الصيادي الذي غنّى معه كذلك أغنية "حرمان" سنة 1983.
- و في سنة 1984 قام "عدنان الشواشي" بتقديم أغنية "عيبك" من ألحانه ومن كلمات الحبيب محنوش و توزيع سمير العقربي.- بعد ذلك تعامل ولأوّل مرة مع الشاعر "الجليدي العويني" بأغنية "طاوعتك"، في مقام العجم الذي نجده طاغيا في أغلب أغاني عدنان الشواشي، فنجد هذا المقام أيضا في العمل الموالي، وهو أغنية "الليلة الليلة" التي اتسمت بسهولة كبيرة وجمال في اللحن وحركيّة كبيرة في الإيقاع؛ وقد قام بتوزيعها منير الغضاب الذي كانت هذه الأغنية محطته الأولى في هذا المجال.
- لقي هذا العمل استحسان المستمعين، ولقيت شهرة أكبر بعد اختيار المرحوم نجيب الخطاب هذه الأغنية لتكون اللحن المميز لمنوعته الناجحة "لو سمحتم"، كما قام عدنان الشواشي بتصويرها في كليب أخرجه "رياض الكعبي" وكان أوّل كليب تصوّره وتسجله مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية.
- ومع بداية الألفية الجديدة وفي عصر ظهور الفضائيات وطغيان المال على الفن، وجد الفنان عدنان الشواشي كغيره من الفنانين صعوبات كثيرة للوصول بأعماله للجيل الجديد من المستمعين وذلك للدعم المالي الرّهيب لبعض الفنانين المشرقيين، وإلى الدور الكبير الذي صارت تلعبه وسائل الإعلام والكليبات في التعريف بفنان ما، فوجد نفسه مع بعض الفنانين في سباق مع منافسين مدعومين من شركات إنتاج كبيرة جدا، فقرر التوقف قليلا، ثم العمل على إنجاز أغانٍ جديدة تتماشى وما يوجد على الساحة، مع المحافظة على نفس الخصائص اللحنية والغنائية التي اعتادها الناس فيه والتي تمس مشاعر المستمع على غرار أغنية "كبرت" وأغنية "الناس آش جرالهم".
- تمنيّاتنا للفنان الأنيق عدنان الشواشي بموفور الصحة ومزيد من الإبداع.
-
أسامة الراعي
Comments