وطنية - روما -
عقدت في الفاتيكان قمة الدوليّة لحقوق الأطفال، بعنوان "لنحبهم ونحميهم" شاركت فيها شخصيات بارزة من بينهم الملكة رانيا العبد الله، وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، وشيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور محمد أحمد الطيب ، رئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر.
افتتح البابا فرنسيس القمة بكلمة حيا فيها الكرادلة والشخصيات الحاضرة وقال:"أشكركم على قبولكم للدعوة وأنا واثق من أنه من خلال مشاركة خبراتكم وكفاءاتكم يمكنكم أن تفتحوا سبلاً جديدة لإنقاذ وحماية الأطفال الذين تُداس حقوقهم ويتم تجاهلها كل يوم".
الملكة رانيا
وكانت كلمة للملكة رانيا قالت فيها: "إذا كان من الممكن إنكار حق ما عمدًا، فهذا يعني أنه لم يكن حقًا على الإطلاق. إنه امتياز مخصص لقلة محظوظة."
وسألت:"كيف سمحنا لإنسانيتنا بالوصول إلى هذا الوضع الراهن الذي يعتبر معاناة بعض الأطفال مقبولة، على أساس اسمهم أو عقيدتهم أو الأرض التي ولدوا فيها؟ حيث يتم تحديد مصير كل طفل من خلال هل هناك حدود يفرضها خط اصطناعي يفصل بين أطفالنا وأطفالهم؟".
وسلطت الضوء على دراسة مقلقة حول الحالة النفسية للأطفال الأكثر ضعفاً في غزة: 96% أفادوا بأنهم يشعرون بأن موتهم وشيك. ونصفهم لا يستطيعون النوم. لا يريدون أن يصبحوا رواد فضاء أو رجال إطفاء، مثل الأطفال الآخرين - لكنهم يرغبون في الموت".
تابعت:"من فلسطين إلى السودان، ومن اليمن إلى ميانمار وما وراء ذلك، إن نزع الصفة الإنسانية عن الأطفال يحفر هوة عميقة في تعاطفنا. إنه يخنق الشعور بالإلحاح لصالح الرضا عن النفس.
ويسمح للسياسيين بالتهرب من المسؤولية".
وأشارت إلى أن "واحدا من كل ستة أطفال في العالم اليوم يعيش في مناطق متأثرة بالصراع. كل يوم، يُقتل العشرات منهم أو يُصابون. ويُحرمون من كل حق. الحق في الحياة والسلامة، ولكن أيضًا في التعليم والصحة والخصوصية والحماية من الإساءة".
وأكدت أن "أسوأ كوابيسنا أصبحت واقعهم اليومي. كل من اهتم بطفل يعرف غريزة حمايته من المعاناة. لكن في خضم الحرب، لا توجد وسيلة لحماية الأطفال من أشد الدوافع قسوة لدى البشر."
تابعت:"في كل تقرير إخباري أو مقطع فيديو مصنف بأنه حساس على وسائل التواصل الاجتماعي، نجدهم ينزفون، وأيديهم تغطي آذانهم بعد غارة جوية. وقد أصيبوا بحروق بالغة لدرجة أن والديهم لم يتمكنوا من التعرف عليهم. إنهم شهود على أهوال تحجبها شاشاتنا لحمايتنا".
ولفتت الى ان "واقعهم المعيشي يعتبر مأسويا للغاية بحيث لا يمكن مشاهدته، حتى من البالغين. هكذا يُحرم أصغر ضحايا الحرب من حقهم الأساسي، ألا وهو الحق في الطفولة. بالاضافة الى طردهم الكامل من عالم الطفولة تتم شيطنتهم وجعلهم يبدون أكبر وتصويرهم على أنهم تهديد، أو استخدامهم كدروع بشرية."
ختمت: "سواء فقدوا اثنين من أسنانهم الأمامية أو أطرافهم بسبب جروح الحرب، فإن لكل طفل الحق في الحماية والرعاية. لا استثناءات ولا شروط مسبقة".
الصورة لفاتيكان ميديا
Comments