top of page
itslailakhrais

فيرونا مدينة العشق تصمد في وجه كورونا كابوتسو للوطنية: ارتفاع مستوى البحر يهدد مدينة البندقية

وطنية – البندقية وفيرونا – تبحث “الوكالة الوطنية للإعلام”، في مشاركتها في الجولة التي نظمتها جمعية الصحافة الأجنبية في مقاطعة الفينيتو (عاصمتها البندقية)، في اليوم الثاني للجولة، عن أسرار البندقية، المدينة العائمة كيف حالها اليوم وكيف بنيت؟. يقول الخبير في تاريخ البندقية المهندس بولو كابوتسو الذي اصطحب الوكالة بهذه الجولة: “اضطر السياح إلى الرحيل عن مدينة البندقية، بعد إلغائها في نهاية شباط 2020 معظم احتفالاتها السنوية في خضم محاولات إيطاليا احتواء أسوأ انتشار لوباء كورونا. إن الاقتصاد بأكمله ينهار والضرر الحقيقي سيكون طويل المدى”. ويروي: “في عام 421 تم بناء المدينة وسط بحيرة آسنه، وتتكون المدينة من 116 جزيرة وأكثر من 7000 شارع، وتم تقسيمها إلى 6 مقاطعات هي فينيسيا وفيرونا وبادوا وفيسنزا وبالليرانو ورفيجو، وتتكون هذه المقاطعات من جزر يربط بينها عدد من الجسور”. عن كيفية بناء مدينة البندقية، يشرح كابوتسو: “يعود تاريخ مدينة البندقية إلى سنوات عدة عندما لجأ الناس إليها، وبنى هؤلاء الأشخاص على البحيرة بيوتا من أجل الدفاع عن أنفسهم من هجوم القبائل المجاورة. وعندما وصل المستوطنون الجدد إلى الجزر في حوالي عام 402، كانوا يواجهون الحاجة إلى مساحة أكبر وأساس أقوى للعيش فيه، وكان عليهم أن يجدوا طرقا لتقوية الجزر واستخدامها وتوسيعها وحماية البيئة الهشة، لذلك حفروا مئات القنوات ودعموا البيوت ببنيات خشبية. وبدأ هؤلاء الناس يثبتون دعامات الخشب في الطين والرمل”. أضاف: “تمكن أهل البندقية من استخدام دعامات الخشب الراسية في المياه المالحة كنظام أساسات دون تعفن الخشب. إذ لطالما لا يتعرض الخشب للأوكسجين بما إنه مغمور بالماء والطين، فهو لا يتعفن، بل في الواقع يصبح الخشب متحجرا بسبب التدفق المستمر للمياه الغنية بالمعادن من خلاله، ونتيجة لذلك، يصبح الخشب عبارة عن بنية شبيهة بالحجر”. البندقية الكابوس وتابع كابوتسو متحدثا عن البندقية: “للأسف، رغم أنها أجمل مدن العالم تبدو كالكابوس فهي مبنية بشكل واضح على المستنقعات. في الحقيقة، المشكلة الأساسية قد لا تكون في البندقية ذاتها بل في ارتفاع مستوى البحر عموما. ففي بدايات القرن العشرين كانت البندقية تعاني من ثلاثة الى أربعة فيضانات في العام. ولكن بدءا من عام 1989، ارتفع هذا الرقم الى 40 ثم الى 120 منذ عام 1998 (أي بمعدل فيضان واحد كل ثلاثة أيام). أذكر أن أسوأ فيضان شهدته المدينة حدث عام 1966 حين أغرقت الأمطار معظم إيطاليا وارتفع البحر الى شوارع البندقية فتصدعت القصور العتيقة ودمرت معظم اللوحات والتماثيل الأصلية. وعلى الفور تطوعت منظمات عالمية كثيرة لترميم المدينة وبدأت الحكومة الإيطالية خطة لحمايتها من الغرق”. فيرونا بعدها انتقلت البعثة الى “مدينة العشق” فيرونا مدينة روميو وجوليت. في هذه الأيام، بعض السياح يأتون اليها تشجيعا للسياحة واستفادة من الأسعار المخفوضة جدا بسبب تقلص الطلب على الفنادق والخدمات فيها. نسبة لغيرها من المدن الإيطالية، نجد فيها عددا لا بأس به من السياح الذين يريدون عيش قصة حب. في شهر شباط عام 2020، قبل اكتشاف فيروس “كوفيد – 19″، كان السياح يقفون بالطوابير للدخول لمشاهدة الأعمال الفنية الشهيرة، وزيارة بيت جوليت. ومع ارتفاع حالات “كورونا” بشكل كبير في بداية شهر آذار 2020، أصدرت إيطاليا قرارا بإغلاق الحانات والمطاعم وتوقفت السياحة بنسبة 90 في المئة. ولا يزال الحظر الذي فرض عشية عيد الفصح وحظر التجول على مستوى البلاد بين الساعة 10 مساء وحتى 5 صباحا، فيما أغلقت مراكز التسوق في عطلات نهاية الأسبوع، ووضعت وسائل النقل العام إجراءات تسمح فقط لنسبة 50% من الركاب باستخدامها. تقع فيرونا في “المناطق الحمراء” ولا يجوز للمقيمين فيها مغادرة منازلهم إلا للعمل، أو لأسباب صحية، أو بهدف التسوق الضروري ما يعني أن أهم المواقع السياحية في المدينة شبه مهجورة. لكن عدم وجود السياح لم يمنعنا من مشاهدة هذه المدينة الرائعة الجمال التي تقع على جانبي نهر أديجي في فينيتو IL VENETO شمال إيطاليا. يرتاد هذه المدينة سنويا الكثير من العشاق ليضعوا أمنياتهم أمام بيت جوليت الشهير في المدينة، كما تعد المدينة حاليا من أبرز المدن الصناعية والزراعية في أوروبا. وتعد واحدة من الوجهات الايطالية الرئيسية بسبب ثرائها الفني وامتلاكها العديد من المعارض السنوية والساحات التاريخية والمدرجات القديمة الرومانية والجسور الجميلة والكاتدرائيات والكنائس القوطية، والتي تتمتع بهياكلها العمرانية الفريدة من نوعها. زارت البعثة منزل “كازا دي جولييتا”، هذا المنزل الذي جمع بين عاشقين دونت قصتهما في الروايات والأفلام عبر التاريخ، حيث يمكن لعشاق الأدب والرومانسيين على حد سواء التمتع بجاذبية فيرونا في هذا المنزل. يضم منزل “كازا دي جولييتا” ملابس من فيلم يعود تاريخه إلى عام 1968 باسم “روميو وجولييت” للمخرج الإيطالي فرانكو زيفيريلي. ثم زارت البعثة كنيسة سان دييغو ماجيوري San Diego Maggiore أكبر كنائس فيرونا أو أهمها، والأكثر استقبالا للسياح باعتبارها الكنيسة التي شهدت زواج روميو وجولييت وفقا لما نقلته رواية شكسبير الشهيرة. تتميز الكنيسة بأبوابها البرونزية ونافذتها الوردية الضخمة، وتضم مجموعة منتقاة من اللوحات الجدارية. كما زارت البعثة مسرح Arena أرينا الروماني وهو صرح معماري وهندسي عظيم، يقع في ساحة بيازا برا Piazza Bra’، وهو من أفضل المسارح الرومانية في العالم وأكبر مسرح للشعر الغنائي فيها.

========إ.غ.



Comments


bottom of page