
ديكود 39 - الصداقة نيوز
الجزائر إحدى الدول الرئيسية ضمن خطة ماتي بفضل سلسلة من المشاريع التي تستهدف الزراعة والتدريب..
أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، خلال زيارته الجزائر، أن الشراكة في مجال الطاقة بين إيطاليا والجزائر تمثل نموذجا ضروريا ينبغي اتباعه في المستقبل، وذلك أيضا بفضل خطة ماتي الإيطالية في أفريقيا.
ويأتي هذا بالتزامن مع الاجتماعات المؤسسية التي عقدها تاياني، بالإضافة إلى”المائدة المستديرة الإيطالية الجزائرية لريادة الأعمال” لتقييم آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين.وفي ضوء المحادثة الطويلة والودية التي أجراها تاياني مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تم إعادة إطلاق صيغة 5+5 لبلدان غرب البحر المتوسط وبلدان الساحل الجنوبي، فيما تعهد تاياني بعقد اجتماع وزاري بشأنها في روما قريبا، مشيراً إلى أن”إيطاليا تريد أيضا تعزيز العلاقات الثقافية، وزيادة انتشار اللغة الإيطالية في الجزائر”.وأكد وزير الخارجية الإيطالي أن التعاون مستمر ويسير في الاتجاه الصحيح، مع وجود آفاق مثيرة للاهتمام في البناء البحري.وقال وزير الخارجية إن إيطاليا هي القوة التجارية الرابعة في العالم والقوة الصناعية الثانية في أوروبا، مضيفاً: “نريد استخدام كل قوتنا لتعزيز التعاون مع دولة صديقة”، وفقاً لموقع “ديكود 39” الإيطالي.بالإضافة إلى ذلك، التقى تاياني وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية والشؤون الإفريقية بالجزائر أحمد عطاف، ووزير الطاقة والمناجم والطاقة المتجددة محمد عرقاب.وتركز إيطاليا و الجزائر على ملفات الطاقة والبنية التحتية والنقل والدفاع والفضاء، فيما شهدت المائدة المستديرة مشاركة لاعبين استراتيجيين على الساحة الإيطالية مثل وكالة آيس و بنك كاسا دي بوسيتي اي بريستيتي و مجموعة سيمست و ساتشي.جدير بالذكر أن الجزائر تعد شريك رئيسي في ملف أمن الطاقة الإيطالي والأوروبي بموجب اتفاقية إيني وسوناطراك الموقعة في أبريل عام 2022 .أيضاً تتبنى إيطاليا والجزائر مواقف متشابهة بشأن إدارة الأزمات الإقليمية الرئيسية، مثل ليبيا و منطقة الساحل، حيث تبني الجانبان رؤية مشتركة فيما يتعلق بسياسات التنمية في القارة الأفريقية، كما أجرى المستشار الدبلوماسي لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، فابريزيو ساجيو، زيارات عدة إلى الجزائر.
وتتضمن خطة ماتي بعض المشاريع المخصصة في الجزائر مثل الزراعة والتكوين المهني.وسلط وزير الخارجية الإيطالي الضوء على القطاع الزراعي حيث تعد المعرفة الإيطالية أساسية “لمكافحة الجفاف” و”السماح لأصدقائنا الجزائريين بتعزيز قطاع الأغذية الزراعية”، بحسب تاياني.
كما تشمل مجالات التقارب بين إيطاليا و الجزائر ملف الهجرة، حيث عبر تاياني عن الأمل في تعزيز التعاون مع الجزائر بشأن المهاجرين.وتابع وزير الخارجية الإيطالي: تحدثنا أيضًا عن مكافحة الاتجار بالبشر ونريد كذلك تعزيز التعاون في هذا القطاع مع دولة صديقة مثل الجزائر.جدير بالذكر أن الجزائر هي أكبر دولة عضو في منظمة أوبك وأكبر دولة في إفريقيا حيث يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة، معظمهم من الشباب، لذا فهي تتمتع بإمكانات موضوعية على المستوى الاجتماعي وريادة الأعمال والمتعلقة بالعمل.وفي السياق، استقبل وزير الطاقة والمعادن والطاقة المتجددة الجزائري محمد عرقاب وفدا من شركة إيني الإيطالية برئاسة جويدو بروسكو، المدير العام للموارد الطبيعية العالمية بالمؤسسة.وحضر اللقاء المدير العام لمجمع سوناطراك الجزائرية رشيد حشيشي وكبار المسؤولين بوزارة الطاقة.
وناقش الاجتماع تقييم التعاون والشراكة الاستراتيجية بين الجانبين بشأن المشاريع الجارية والمستقبلية في قطاعات المحروقات والطاقة الجديدة والمصادر المتجددة والربط الكهربائي.كما بحث الجانبان آليات تعزيز الاستثمارات المشتركة عبر تطوير الأبحاث المتعلقة بالمحروقات ومشاريع الاستكشاف والاستغلال، بالإضافة إلى تسويق الغاز الطبيعي.وسلط الاجتماع الضوء على مشاريع التعاون بين سوناطراك وإيني في مجال الهيدروجين والطاقة من المصادر المتجددة، وذلك تماشيا مع استراتيجية الجزائر للتحول إلى الطاقة المستدامة.كما صرح تاياني بأنه يمكن القيام بالكثير في قطاع الدفاع، بالتعاون بين إيطاليا والجزائر.وأشار إلى أن التعاون يمكن تحقيقه “مع المنتجات التي يمكن ويجب إنتاجها في هذه المنطقة، ولكن أيضا من أجل الذهاب واستكشاف أسواق جديدة في القارة الإفريقية”.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أن “القارة الإفريقية قارة غنية” لكنها ليست قادرة دائما على استغلال مواردها بشكل كامل.وتابع أن الشعب الجزائري تمكن من استغلال الموارد الموجودة تحت الأرض، وقد فعل ذلك أيضا بفضل إنريكو ماتي. ومضى يقول: حصلنا أيضا على ميزة من الجزائر لأننا نستطيع شراء الغاز من بلد صديق.ويعرف إنريكو ماتي في الجزائر على نطاق واسع بأنه كان له دور كبير جدًا في الدعم والصداقة والتقارب خلال سنوات حرب التحرير الوطني (1954-1962).كما دعم ماتي جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، حيث قدم لها مساهمة كبيرة في مفاوضات اتفاقيات إيفيان بفرنسا.
Comments