خلال الندوة التى عقدها نظمها منبر السياسة الخارجية مع جمعية الصداقة بالعاصمة الإيطالية روما حول ملف السودان مساء الإثنين الموافق 11 نوفمبر بمقر الفنون الجميلة والتى حضرها سفراء إيطاليين وصحافيين ومستشارين بالحكومة الإيطالية ,اكد السفير سيد الطيب احمد سفير السودان فى إيطاليا أن هناك تفائل كبير من صناع القرار فى البلاد بعودة دونالد ترامب للحكم فى الولايات المتحدة ,ودلل على هذا التفاؤل بالمبادرات والقرارات التى إتخذها رؤساء أمريكا من الحزب الجمهورى الأمريكي بدءا من رفع السودان من قائمة الدول التى ترعى الإرهاب وانتهاء بإسقاط الديون التى كانت تثقل عاتق الشعب السودانى ,كما أكد على انه واثق ان الرئيس ترامب سيوقف الحرب التى تديرها مليشيات حميدتى ضد السودان وذلك لوقف اى تدخلات من قوى عظمى قد يؤثر بالسلب على النفوذ الأمريكي فى السودان ومنطقة البحر الأحمر ,كما لفت أنظار الحاضرين إلى أهمية إستقرار السودان بالنسبة لإفريقيا وأوربا ودول الجوار ,وانه يتوجب على المجتمع الدولى التدخل بصورة فاعلة لأنه إذا مااصاب المنطقة حالة من الفوضي فإن أوربا ستتعرض لخطر موجات من الهجرة الشرعية خاصة وان التكتل السكانى فى السودان والدول المحيطة به يصل إلى نحو مائتى وخمسين مليون نسمة وبالتالى سيكون أمن اوروبا مهددا بمزيد من المهاجرين الغير شرعيين وبمزيد من موجات العنف جراء هذه الحروب الأهلية .
نحافظ على علاقاتنا مع الجميع ولانعادى أحد
واشار الطيب خلال الندوة أن السودان لايعادى أحد, وأنه على الرغم من تكرار شكواه من مسؤلى الإمارات بسبب مساندتهم إلى مليشيات حميدتى ,إلا ان صناع القرار فى السودان حافظوا على عدم قطع علاقاتهم بالإمارات لأنهم لايريدون معاداة أحد من الأشقاء الذين سعينا دائما لمد جسور المحبة معهم ,وبمجرد ان يوقفون دعمهم إلى مليشيات حميدتى سيصبح الوضع فى السودان هادئا خلال شهرين على أقصي التقديرات .
وفى رد على سؤال للسفير لويجي سكوتوا سفير إيطاليا فى الونغو ووسط أفريقيا سابقا على سبب دعم الإمارات لمليشيات حميدتى ,قال انه لايجد سببا مقنعا لذلك, لأن السودان يضمن مصالح وإستثمارات جميع الدول على أراضيه بمالايمس بسيادة الدولة وتابع لم أجد سببا مقنعا لما يتم فعله من جانب مسؤلى الإمارات ,نحن لم نضرهم فى شىء بل كنا الداعم والمناصر لهم منذ بداية إستقلالهم ,مذكرا الحضور بان اول زيارة لرئيس عربي كانت للرئيس الراحل جعفر نميري حيث ان السودان إستقل فى عام 1956 والإمارات إستقلت فى عام 1970 فقام السودان آنذاك بتقديم الخبرات السياسة والدعم المالى ,منوها إلى ان من قام بوضع الدستور الإماراتى هو الدكتور حسن الترابي رئيس البرلمان السودانى السابق والدكتورعبدالرازق السنهورى أستاذ القانون الدولى ووزير المعارف المصري السابق .
ووجه ندءا إلى المسؤلين فى الإمارات بالمضي قدما على مسيرة آبائهم الذين يتذكرهم دائما الشعب السودانى وكل عربي حر بمواقفهم الإنسانية التى لاتنسي .
وفى رد على سؤال للصحفي محمد يوسف فيما إذا كان هناك أمل فى عودة العلاقات إلى طبيعتها بين السودان والإمارات إذا ماتدخل طرف ثالث للوساطة والبحث في متطلبات الجانب الإماراتى, لعلهم قدموا الأسلحة من أجل حماية إستثماراتهم فتم إستخدامها فى قنوات أخرى لم ترغبها الإمارات على سبيل المثال كتأمين مناجم الذهب حيث ان حالة الفوضي فرضت عليهم إمداد قوات الحراسة بهذه الذخائر ؟
اجاب سعادته قائلا :السودان يضمن إستثمارات جميع الدول بمايتوافق مع مصالح شعبه ايضا, وليس هناك أى تهديد للمصالح الإماراتية أو إستثمارات أى دولة كما ذكرت لكم سالفا ,وان مانطلبه من الإخوة فى الإمارات عدم مساندتهم لمليشيات الدعم السريع لأننا لايمكن ان نساوى بين هؤلاء وبين الجيش النظامى السودانى .
وان سبب كل مايحدث الآن من مليشيات حميدتى هو رفضه الإنضمام للجيش السودانى ليصبح قوة شرعية للدولة وأصر على ان يكون هو القائد الشرعى للبلاد .
على سبيل المثال هل يمكن للدولة الإيطالية ان تقبل بمنظمة الألوية الحمراء المصنفة كمنظمة إرهابية فى إيطاليا أن تتولى إدارة مؤسسة الجيش الإيطالى,طبعا الإجابة ستكون لأ بالتالى ايضا بالنسبة للسودان لايمكن قبول ذلك .
ليس هناك تواجد إيرانى أو روسي فى السودان
وفى رد على سؤال للسفير روبرتو فالاسكي سفير إيطاليا السابق لدول أمريكا الجنوبية هل السودان يعول على التواجد الإيرانى أو الروسي او الصينى ؟ فأجاب سيادته بأنه لايوجد أى قوات داعمة للجيش السودانى من أى دولة أجنبية وان القوات المسلحة السودانية هى من تقوم بتأمين المدن السودانية منفردة .
إستثناء السودان من خطة ماتيي خطأ فادح
ولفت السفير الطيب نظر الحاضرين إلى ان إستثناء السودان من خطة ماتيي يؤثر بشكل مباشر على أمن أوروبا خاصة وان السودان بلد لعبور المهاجرين الغير شرعيين إضافة إلى ان المبلغ المرصود لخطة ماتيي وهو خمسة مليارات ونصف مليار يورو هو قيمة قليلة جدا ولاتكفى للمشروعات التى ستتقدم بها الدول التى أدمجت في هذه الخطة .
ووجه الشكر إلى الحكومة الإيطالية بزعامة جيورجا ميلونى على ماتقدمه للسودان من دعم ومنظمة الطوارىء الإيطالية ومنظمة موسيقي من أجل السلام وكل المنظمات الإيطالية التى قدمت مساعداتها إلى الشعب السودانى فى محنته .
ووجه الشكر إلى جمعية الصداقة وإلى رئيسها الدكتور طلال خريس على تنظيم وتخصيص العديد من الفاعليات لمساندة السودان قيادة وشعبا ,وفى نشر الحقائق للراى العام الإيطالي وسط إنشغال العالم بحرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان .
Comments